لماذا يكره الناس المحامين
لماذا يكره الناس المحامين ؟
المحاماة هي مهنة شريفة ورسالة إنسانية تقوم على الدفاع عن حقوق الناس والوقوف إلى جانبهم في قضاياهم ومشاكلهم القانونية. ولكن رغم أهمية هذه المهنة ودورها في تحقيق العدالة والحرية، فإن المحامين في مصر يواجهون العديد من التحديات والصعوبات التي تؤثر على سمعتهم ومكانتهم في المجتمع. فلماذا يكره الناس المحامين في مصر ؟
أسباب كراهية الناس للمحامين في مصر
الجهل بالقانون: قد يكون السبب في كره الناس للمحامين هو عدم فهمهم للقانون أو تطبيقاته أو آلياته. فالقانون هو نظام معقد ومتشابك من الأحكام والإجراءات والأسس والتفسيرات التي تحكم العلاقات بين الأفراد والجهات في المجتمع. والمحامي هو من يدرس هذا النظام ويتخصص في إحدى فروعه ويستخدم خبرته ومهاراته للدفاع عن مصالح عميله أو تحصيل حقه أو تسوية نزاعه. فقد يظن بعض الناس أن المحامي هو من يصنع القانون أو يغيره أو يخالفه أو يستغله لصالح عميله، بغض النظر عن ما إذا كان على حق أو لا. وقد يشعرون بالظلم أو التضليل أو التلاعب عندما يرون أن المحامي قادر على إثبات شيء غير صحيح أو نفي شيء صحيح بالبراهين أو الشهود أو التفسيرات. وقد يجهلون أن المحامي ملزم بالإخلاص لعميله وألا يخون ثقته أو يفشي سرَّه، وألا يتولى قضية إلا إذا كان مقتنعا بحجتها، وأن يقدم دفاعه بما يتوافق مع القانون والضمير والأخلاق.
الصورة الإعلامية: قد يكون السبب في كره الناس للمحامين هو الصورة الإعلامية التي تعكسها عنهم. فالإعلام هو من ينقل ويسلط الضوء على جوانب مختلفة من المجتمع والثقافة والسياسة والاقتصاد والقانون. وقد يبرز الإعلام دور المحامين في المجتمع وأهميتهم في حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيز سيادة القانون. ولكن قد يظهر الإعلام أيضا جانبا سلبيا من المحامين، كأنهم مستغلون أو مخادعون أو متلاعبون أو متآمرون، وقد يستخدم بعض الإعلاميين أساليب التشويه أو التضخيم أو التحريف لإظهار المحامين بصورة غير حقيقية أو غير عادلة. وقد يؤثر ذلك على انطباع الجمهور عن المحامين وثقته بهم.
الظروف السياسية والأمنية: قد يكون السبب في كره الناس للمحامين هو الظروف السياسية والأمنية التي تشهدها مصر في بعض المراحل التاريخية. فالمحامي هو من يدافع عن حق موكله في ظل نظام قانوني محدد، وقد يتغير هذا النظام بتغير الأحداث أو الثورات أو التغيرات التي تطرأ على المجتمع. فقد يجد بعض المحامين صعوبة في ممارسة مهنتهم أو تحقيق مطالب عملائهم في ظل ضغوط أو قيود أو تدخلات من السلطات الحاكمة أو الأجهزة الأمنية. وقد يتعرض بعض المحامين للمضايقة أو الاعتقال بسبب مواقفهم السياسية أو المهنية. وقد يشعر الناس بالخوف أو القلق من التعامل مع المحامين أو الاستعانة بهم في حل قضاياهم.
التحديات والصعوبات المهنية: قد يكون السبب في كره الناس للمحامين هو التحديات والصعوبات المهنية التي يواجهها المحامي في مصر. فالمحامي هو من يتطلب منه دراسة وتحليل وفهم القانون وتطبيقاته وتغيراته، ومتابعة وإدارة وإنجاز قضايا موكلينه، والتفاوض والترافع والإقناع لصالح عملائه، والتعامل مع الجهات المختلفة كالقضاء والشرطة والإدارة والإعلام. وقد يجد المحامي في مصر عراقيل أو عقبات أو نقص في بعض هذه الجوانب، كالبيروقراطية أو التأخير أو التزامن أو التجاهل أو التضارب أو التخلف. وقد يؤثر ذلك على جودة عمل المحامي ورضا موكله.
السمعة السيئة: قد يكون السبب في كره الناس للمحامين هو السمعة السيئة التي تلاحق بعض المحامين في مصر. فالمحامي هو من يتطلب منه احترام آداب المهنة والالتزام بمبادئها، وألا يستخدم مهاراته أو خبراته لأغراض غير شرعية أو غير مشروعة. ولكن قد يكون هناك بعض المحامين الذين يخالفون هذه الآداب أو المبادئ، ويستغلون مهنتهم لتحقيق مصالح شخصية أو جماعية، أو للانخراط في نشاطات إجرامية أو إرهابية، أو للترويج لأفكار متطرفة أو مخالفة. وقد تؤدي هذه التصرفات إلى إثارة الشبهات أو الانتقادات.
الفساد والرشوة: أحد أبرز الأسباب التي تجعل الناس يكرهون المحامين في مصر هو انتشار ظاهرة الفساد والرشوة بين بعض المحامين والموظفين الذين يستغلون حاجة الموكلين للدفاع عن حقوقهم ويطلبون منهم مبالغ مالية كبيرة أو يتعاونون مع الجهات المعارضة لمصالحهم مقابل مزايا شخصية. وهذا يخل بأخلاق المهنة ويضر بثقة الناس في المحامين وفي نظام القضاء بشكل عام.
التلاعب بالقانون: كما أن بعض المحامين يستخدمون مهاراتهم وخبراتهم في التلاعب بالقانون وإيجاد ثغرات قانونية تخدم مصالح موكليهم حتى لو كانت تتعارض مع الحق والعدل. وهذا يؤدي إلى تشويه صورة المحاماة كرسالة تسعى لتطبيق القانون وإقامة الحق، ويولد شعورًا بالظلم والإحباط لدى الأطراف المتضررة من هذه الممارسات.
التأخير في إنجاز القضايا: أيضًا من الأسباب التي تثير استياء الناس من المحامين في مصر هو التأخير في إنجاز القضايا وإطالة أمدها دون سبب مقنع. فبعض المحامين يتخذون من هذه الطريقة وسيلة لزيادة أتعابهم أو لتأجيل حسم القضية لصالح موكلهم أو لتجنب خسارتها. وهذا يؤثر سلبًا على حق الموكل في الحصول على حكم عادل في وقت مناسب، ويزيد من تكدس القضايا في المحاكم وضغط العمل على القضاة.
التجاوز على حقوق زملائهم: كذلك من الأسباب التي تسبب كراهية الناس للمحامين في مصر هو التجاوز على حقوق زملائهم من المحامين وعدم احترام قواعد المهنة والسلوك المهنى. فبعض المحامين يتصرفون بطريقة غير مهنية أو غير أخلاقية مع زملائهم في المحكمة أو خارجها، ويحاولون الإساءة إليهم أو التشهير بهم أو النيل من كفاءتهم أو سرقة موكليهم. وهذا يخلق جوًا من التنافس السلبي والعداء بين المحامين ويضعف من روح التعاون والتضامن بينهم.
وأخيرًا من الأسباب هو عدم تحسين ظروف عملهم وحياتهم. فالمحامين في مصر يعانون من العديد من المشاكل والصعوبات التي تؤثر على أدائهم المهني وجودة خدماتهم، مثل قلة الدخل وغلاء المعيشة، وضعف الخدمات الصحية والتأمينية، وانعدام الأمن والأمان، وسوء البنية التحتية والتجهيزات في المحاكم، وغيرها من المشكلات التي تتطلب حلولًا عاجلة من الجهات المسؤولة. ولكن يبدو أن هذه المطالب لا تجد آذانًا صاغية أو تصطدم بالتجاهل أو التسويف أو المماطلة.
خطوات لتحسين صورة المحامين في مصر
تعزيز دور النقابة: يجب على نقابة المحامين في مصر أن تلعب دورًا فعالًا في حماية حقوق ومصالح المحامين وتمثيلهم أمام الجهات المختلفة، وأن تقوم بتنظيم مهنة المحاماة وضمان حسن أدائها، وأن تقدم للمحامين الخدمات والتدريبات والبرامج التي ترفع من كفاءتهم ومهاراتهم، وأن تشجع على التعاون والتضامن بين المحامين وتحل الخلافات بينهم بالطرق الودية.
توعية الرأي العام: يجب على المحامين في مصر أن يسعوا لتوعية الرأي العام بأهمية مهنتهم ودورهم في المجتمع، وأن يبرزوا الجوانب الإيجابية والإنجازات التي يحققونها في خدمة القضايا العادلة والمشروعة، وأن يستخدموا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي للتواصل مع الجمهور والرد على استفساراتهم وشكواهم، وأن يكسبوا ثقة الناس بأخلاقهم وشفافيتهم.
التطوير المستمر: يجب على المحامين في مصر أن يسعوا للتطوير المستمر لأنفسهم ولمهنتهم، وأن يتابعوا التغيرات والتطورات التي تحدث في القانون والقضاء على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وأن يطوروا مهاراتهم في التفاوض والإقناع والإبداع، وأن يستفيدوا من التجارب والخبرات الناجحة لزملائهم في مصر أو في الدول الأخرى.
الانفتاح على التعددية: يجب على المحامين في مصر أن يكونوا منفتحين على التعددية والتنوع في مجال المحاماة، وأن يقبلوا بوجود آراء واتجاهات مختلفة بين زملائهم، وأن يحترموا حرية الموكل في اختيار محاميه، وأن يستكشفوا فرص جديدة للعمل في مجالات قانونية مختلفة، مثل التحكيم أو حقوق الإنسان أو قانون البيئة أو قانون التكنولوجيا.
إن المحاماة في مصر هي مهنة عظيمة ورسالة نبيلة تستحق كل التقدير والإحترام، ولكن للأسف هذه المهنة تعاني من سوء الصورة وانخفاض المكانة في نظر الكثير من الناس بسبب الصورة الإعلامية السلبية وبعض الممارسات السلبية التي يقوم بها بعض المحامين أو التي يتعرضون لها من بعض الجهات. لذا يجب على كل المحامين في مصر أن يتحدوا لتطوير مهنتهم وتحسين سمعتهم، وأن يتقيدوا بأخلاق المهنة وقانون المحاماة، وأن يسعوا لتقديم خدمات قانونية عالية الجودة للمجتمع، وأن يطالبوا بحقوقهم وظروف عمل كريمة. كما يجب على الدولة أن تدعم المحامين في مصر وتستجيب لمطالبهم، وأن تضع حدًا لظاهرة الفساد والرشوة في الأجهزة القضائية، وأن تسرع في إصلاح نظام القضاء وتطويره.
منظومة المحاماة فى مصر باتت فى حاجة إلى إعادة تنظيم مع وضع بعض التعديلات فى قانون المحاماة فيما يتعلق بشروط الالتحاق بالنقابة و هو ما يقتضى تدخل تشريعى فضلا عن وضع بروتوكول مُلزم للسادة المحامين يتعلق بممارستهم للمهنة و كيفية التعامل مع المواطنين و القضاء و الجهات الشرطية و ايضا من حيث المظهر اللائق الذى ينبغى أن يكون عليه المحامى ، كما يجب التعامل بحسم مع بعض ما يُعرض فى الإعلام المرئي و المسموع يمس كرامة المحامى ، و منعا الإطالة فالأمر بيد السادة المحامين قبل اى طرف آخر .
هذه وجهة نظر ، قد تُصيب أو تُخطئ